الأسطورة
يقول ستيف بونز مراسل الBBC :
” لقد كُنت بجانب الحلبة منذ ثلاثين سنة ، لقد شهدت وفاة أكثر من 15 ملاكماً تقريباً ، كنت هناك في غرف الطوارئ عندما دخلو في غيبوبة ، كُنت هناك عندما أخبر الأطباء عائلاتهم بأن أبنائهم ماتو ، تلك مأساة حقيقية “
أيقونة الفيلي شال فلويد جونيور تربع على عرش الPPV لسنوات طويلة والسّبب أن الجميع كان يدفع فقط لمشاهدته يسقط ، لا أعلم ، هل فعلاً هؤلاء عشاق للملاكمة ؟ أم مجرد بشر قلوبهم متعفّنة بالنّفاق والحقد والكراهية ، فلويد أعطى الكثير للملاكمة وقدّم لوحات فنية بإمتياز فوق الحلبة المربعة ، نعم الكثيرون يكرهون النزالات التكتيكية لكن فلويد نفسه كان فتاكاً في بداياته ، فقد فاز في الأصل ب27 KOs في مسيرته ، لكن عندما تكبر يجب أن تقاتل بذكاء ، والنّتيجة إعتزاله مُعافى جسدياً ونفسياً بسجل خال من الهزيمة بعد تدمير أكثر من 20 بطل عالمي ، لاري هولمز ، ويتاكر ، شوغر روبنسن ، شوغر ليونارد ، كالزاغي ، خوليو تشافيز ، لينوكس لويس جميعهم خاضو أغلب نزالاتهم بخطط تكتيكية ، لكنّهم لم يتعرضو لتلك الكراهية التي تعرض لها فلويد .. لا داع للنفاق ، الجميع يعلم السّبب ولماذا ؟ لأنه ببساطة .. أعلى رياضي مدفوع الأجر في التاريخ ..
الملاكمة هي اللعب مع الموت والنّاس لاتهتّم أصلاً بماذا سيحصل للملاكم ، الثلاث السّنوات الماضية وحدها خمسة وفيات آخرها الأسترالي توماس ريتشي الذي فقد حياته بعد إصابة تلقاها خلال جولات سبارينغ يعني حتّى قبل الدخول للحلبة ، فرغم الإجراءات الكثيفة لكن تبقى المُلاكمة رياضة غير آمنة أبداً والوفيات ستستمر في الحدوث ، لأننا جميعاً نريد رؤية الدّماء فوق البساط والجمهور هو من يريد للملاكمين أن يخوضوا تلك المخاطرة ، أي نزال سيكون الأخير لهؤلاء ، حتى أعظم رجل وقف فوق الحلبة على الإطلاق (رحمه لله) أصيب بالباركنسون وعاش الويلات مع هذا المرض ..
باكياو ، جوشوا ، مايدانا ، غاتي ، أوسيك ، هوبكينز ، برادلي ، إيريك موراليس ، مايورغا ، كوتو والقائمة بالآلاف ، جميعهم جاءو من رحم المعاناة والتضحيات ليصبحو أبطالاً للعالم .. هؤلاء إعتبرو القتال كآخر أمل لهم ، كانو يحلمون فقط بشراء منزل واسع محترم لعائلاتهم ، هؤلاء كانو يحلمون منذ الطفولة بعيش حياة أفضل لهم ولعائلاتهم وحتى لبلدانهم ، الملاكمة كانت قارب النجاة لهؤلاء ، والآن يعيشون في قصور بأقفاص الجاغوار ، فلويد بالذات لم يكن يملك مصروف وجبة واحدة عند خوضه أول نزال له في الهواة ، والآن يلتقط الصّور خلف الطّائرات والقوارب ، إذن .. ألا يستحق حياته الجديدة ؟ تحبه أو تكرهه ، هذا الرجل يستحق الإحترام ، فقد جاء من الجحيم وعاش مع الدم والعرق والدموع ، لو كان الأمر سهلاً لأصبح الجميع “فلويد مايويذر جونيور” ..